المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 19/02/2010 العمر : 44
موضوع: [b] المرأة محضن التربية:[/b] الثلاثاء فبراير 23, 2010 11:01 am
المرأة محضن التربية: في الحديث عن المحضن الأول للتربية يجب الانتباه إلى وعاء هذا التربية، وهي المرأة (الأم) التي يعيش معها الجيل أكثر وقته، ويمضيه أول سني عمره، ويكتسب من معين المرأة غراس الحياة. وهنا يكون دور المرأة الأم في: * المحافظة على فطرة الناشئ ورعايتها. * تنمية المواهب والاستعدادات لدى الناشئ. * توجيه الفطرة والمواهب نحو الصلاح اللائق. * التدرج في العملية التربوية. وللمرأة دور بارز في إنهاض المجتمع وتطويره، ومعارف المرأة وتربيتها له أثر كبير في أخلاق الأجيال. فالطفل الذي يرى أمه مقبلة على مطالعة الكتب واكتساب العلوم والمعارف، والاشتغال بالتربية والتنشئة، غير الطفل الذي يرى أمه مقبلة على مجرد التزين والتبرج وإضاعة الوقت بهذر الكلام والزيارات غير اللازمة. فالتربية: أم فاضلة وزوجة صالحة. ومما ينبغي التنبيه إليه أن قضية التربية يجب ألا تكون تابعاً بل يجب أن تحتل الصدارة في الاهتمام والرعاية، وأن تأخذ التربية زمام المبادرة الفعلية، بأن يكون دورها دور الموجه والقائد؛ سعياً وراء مصلحة المجتمع، وتحقيقاً للمنفعة فيه. رسائل المرأة في الحياة: رسالة عبادة: قال الله تعالى: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب:33].
رسالة علم: قال الله تعالى: { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ـ أي القرآن ـ وَالْحِكْمَةِ ـ أي السنة النبوية إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}[الأحزاب:34]. رسالة تربية: قال الله تعالى: { يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا}[الأحزاب: 32]. رسالة رعاية بيت الزوجية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". رسالة توجيه المجتمع: قال الله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ؛ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ، وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ، وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ، وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[التوبة:71] . أثر تربية المرأة في تحقيق التنمية الشاملة: في الجملة: إن تربية المرأة تعني تربية المجتمع بأكمله حيث أن لها دورها في التعبئة الشاملة من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية خاصة فيما يتعلق بالمسائل التنفيذية مثل: حملات التوعية من أجل الادخار، ورفع الوعي الغذائي، ورعاية الأطفال، والتزام الأمهات بقواعد الصحة العامة، وتحسين مستوى الخدمة في جميع مراحل التعليم، انتظام التلاميذ في الدراسة. ورحم الله ابن باديس القائل: مَن علَّم ذكراً (رجلاً) فقد علَّم فرداً، ومَن علَّم أنثى (امرأة) فقد علَّم شعباً.
وما أجمل قول معروف الرصافي: يهذبها كحضن الأمهات ولم أر للخلائق من محل بتربية البنين أو البنات فحضن الأم مدرسة تسامت بأخلاق النساء الوالدات وأخلاق الوليد تقاس حُسناً كمثل ربيب سافلة الصفات وليس ربيب عالية المزايا كمثل النبت ينبت في الفلاة وليس النبت ينبت في جِنان وعود على بدء: إذا أردنا حلاً لمشكلات الأمة، ونصراً على مختلف الصُعُد: فالتربية هي الوسيلة الأمثل. فالنصر العسكري يحتاج إلى نصر اقتصادي، ونصر اجتماعي، ونصر ثقافي، ونصر تربوي. فنصر صلاح الدين سبقه نصر تربوي؛ من خلال الأئمة الأعلام: الإمام الغزالي، والإمام الجيلاني، ونور الدين زنكي، وغيرهم. فتكوين قيادات المستقبل هي أهم أهداف التربية.